الحلم
و سار بها فى اتجاه السياره ليقول يوسف سريعا قاطعا اى محاوله من اى من جنه او راغب فى جعل حلم تصعد معهم الى السياره
حلم تعالي يلا معايا
و امسك يدها يجذبها الى السياره
و خلال ثوان
كان موكب العروس يتحرك فى اتجاه القاعه الكبيره
كانت حلم صامته تماما لم تتحدث بحرف واحد و كان يوسف يلاحظ جيدا يديها التى ترتعش حركه فمها المتشنجه اهتزاز ساقها ليقول بهدوء
لم تنظر اليه بل كانت تستمع لكلماته و من داخلها تعلم صحته ليكمل هو كلماته قائلا
انسي ان انا اخو راغب و افتكري بس انى ابن عمك و جوز اختك لو محتاجه ټعيطي يا حلم عيطي
خرجي كل اللى جواكي كتر الكتمو حبس الدموع هيخليكى ټنفجري فى الاخر و انت الوحيده اللى هتدفعي تمن كل ده
ظلت تلك الدموع تسيل على وجنتيها حتى هدأت تماما و ظل هو صامتا تماما تارك لها كامل الحريه و الوقت بعد عده دقائق كانت تفتح حقيبتها و تخرج مرآه صغيره و بدأت فى اصلاح زينتها و عادت ترسم على ملامحها الجمود البرود و الامبالاة
يعلم انها ابدا لن تظهر له او لغيره ضعفها و انكسار روحها و لكن يكفي انها اخرجت و لو جزء قليل من المها علها تستطيع تحمل القادم
بجد يا راغب !
قالتها برجاء و عدم تصديق لينظر اليها بتعجب و اندهاش لتقول بصدق
اصل انت كنت حلم بعيد اوى يا راغب و انه يتحقق و بالجمال ده انا مش قادره اصدقه و لا استوعبه بس
بس ايه !
سالها باندهاش لتكمل بسعاده و هى تضع كف يديه على وجنتها و قبلت باطنها برقه
اوعدك انى احبك طول عمري و حياتي كلها تكون من اللحظه دى ملك ايدك
يا جنه انا مش حمل الكلام ده كله
أنت تستاهل اكتر من كده بكتير يا راغب
قطعت سيل كلماته وقالت بصدق استشعره بكل كيانه و ذلك يزيد من الم قلبه و ضميره
حين وصلوا القاعه كان الجميع فى استقبالهم و الفرقه المسؤله عن زفهم الى داخل القاعه تقف على الجانبين بملابسهم المميزه كانت
جنه تتعلق فى ذراع راغب و بجانبها والدتها التي تزغرت بسعاده كبيره و الجه الاخرى بجوار راغب رقيه التى تحاوط ذراع ابنها الثاني تربت على كتفه بفخر و سعاده
جنه ملهاش اصحاب غيرى و مش هسيبها لوحدها
كان الجميع يصفق و يرقص و السعاده تملىء الاجواء لكن قلوب عائله بركات بأكملها معادا رقيه تشعر بالحزن و الالم
و بداخل القاعه و على الانغام الناعمه الرقيقه و قف العروسين فى منتصف القاعه يرقصان رقصتهم الخاصه بين نظرات حب و عشق وخجل
كانت حلم تجلس فى المنتصف بين اختيها التى تمسك كل واحده منهم يد من يدها بقوه حانيه يدعمونها
كانت عيونها تتابع رقصه راغب و جنه و قلبها يتألم بشده لكن ايضا عقلها سارح فى فكره تعلقت بها منذ رأت راغب فى مركز التجميل وسمعت كلماته فكره تتبلور داخل عقلها و سوف تقوم بها دون تأخير
فى تلك اللحظه توقفت نغمات الموسيقي لتترك جنه راغب
واقف فى منتصف القاعه و تحركت سريعا لذلك الشاب مشغل الموسيقي و طلبت منهشىء ما ثم عادت ركضا الى مكان وقوفه وهى تضحك بسعاده
و حين بدأت موسيقى الاغنيه التى طلبتها ترتفع اشارت الى حلم التى لم تتأخر عليها رغم رفض اختيها لكل ما تقوم به
اجتمعوا كل فتايات البلده حولهم و كذلك الشباب و من ضمنهم يوسف و غسان لتبدء جنه فى التمايل برقه و هى تغني مع الاغنيه من قلبها وليس فمها فقط
غنوا وبلوا الشربات وافرحوا دا العمر ساعات
زغرطوا وأرقصوا يلا عقبال عندكوا يا بنات
عيشنا بنتمنى الفرحة وحلمنا سنين وسنين
ياما بفستان وبطرحة ودعينا وقولنا آمين
ابتسم راغب على حركاتها مع كلمات الاغنيه و مد يديه يمسك يدها يشاركها رقصها و سعادتها و هى تردد كلمات الاغنيه وعيونها ثابته على عينيه تبثه حب و شوق كبير وسعاده لا توصف
وأهو ربنا عوض صبرنا خير والدور جه علينا يا بنات
بعد ما كنا هنتجنن م الوقفة قدام المرايات
وأهو ربنا عوض صبرنا خير والدور جه علينا يا بنات
بعد ما كنا هنتجنن م الوقفة قدام المرايات
ويا رب يعدلهالكوا تفرحوا فرحتي يا بنات
شاركت فيما يحدث كل من رقيه و والده العروس الذان كانا فى قمه سعادتهم بكل ما يحدث رقيه ترى ان جنه بالفعل هى العروس المناسبه لابنها هى من تعشقه و تتمنى رضاه و ذلك واضح فى كل لفته منها خاصه مع كلمات الاغنيه
و هى تركض اليها تضمها بقوه و اقبلها
مبروك عليا كدا مية مية
عريسي خلاص جمبي ڤي عش الزوجية
عيلته بقت عيلتي مامتة بقت مامتي
سمعوني زغروطة رقصونى شوية
عريسي خلاص جمبي قي عش الزوجية
عيلته بقت عيلتي مامتة بقت مامتي
سمعوني سمعوني زغروطة يلا إنتي وهية
و عادت من جديد الى راغب تمسك يديه و هى تقول بخجل لذيذ
هنجيب ولد حلو وبنتين أو بنت قمورة وولدين
كدا أو كدا نعمة وراضين أهم حاجة نكون مع بعض
على كل حاجة هقوله آمين خلاص يا روحي بقي متفقين
هشيله جوة في نني العين واقف معاة بقي وقت الجد
و زادت حركاتها رقه و جمال و هى تقترب منه اكثر و تردد مع الاغنيه بسعاده و كأنها تعده بتلك الكلمات ان تكون هكذا حياتهم القادمه
هيلاقي دايما فيا جديد هعيشه هارون الرشيد
هخلي حبي في قلبه يزيد يشوفني يبقي مزاجه عالى
هنقضي كل حياتنا هزار وحب دايما ليل ونهار
وهدلعه وهخليه على ڼار من حقي ما هو جوزي حلالي
من حقي ما هو جوزي حلالي
كان راغب يشعر بمشاعر غريبه داخل قلبه سعاده مختلطه بالالم احاسيس مختلفه تشبه فرحه ام بوليدها رغم كل المعاناه و الالم التيشعرت به وقت الولاده لكنها تبتسم بسعاده كبيره و هى تضمه لاول مره بين ذراعيها ناسيه تماما كل الامها
هو يشعر بذلك قلبه يتألم بين عبور ابواب مدينه حلم المهجوره الى نعيم جنه جنة
جلس الجميع ليرتاحون قليلا بعد كل هذا الحماس من العروس لتعود حلم تجلس جوار اختيها اقتربت عائشه من اذنها و قالت
حلم حرام عليكي نفسك
نظرت اليها حلم بابتسامه صغيره و ربتت على يديها وقالت
انا كويسه يا عائشه متقلقيش الچرح لازم ينفتح للمره الاخيره يتنضف و يتخيط علشان يخف بقا
لتضمها عائشه بحنان ام و عيونها تتجمع بها الدموع و لكنها لم تستطع ان تقول اى شىء
مر بعض الوقت بين بعض الموسيقي الهادئه و رقصات مختلفه و حانت لحظه عقد القران
كان الجميع يشاهد ما يحدث بعيون سعيده لكنها الان توقع عقد الالم الابدي مع نفسها
تقرر كيف ستكون حياتها القادمه و ماذا ستفعل و تضع الخطط لكن جميعها خطط واهيه لا معنى لها و لا قيمه
كانت جنه تجلس جوار راغب الذي يضع يده فى يد والدها و يردد الكلمات خلف المأذون و كان صدى كلماته يرتد داخل قلبها نغمات موسيقى ناعمه كما يرتد داخل قلب حلم لكن كلسعات سوط يعذب قلبها وروحها
حين انتهوا وقف راغب يضم جنه التى تعلقت بعنقه بسعاده و بين مباركات و امنيات بالسعاده على صوت مشعل الموسيقي و هو يقول
الاغنيه دى اهداء من العريس للعروسه و ياريت اصحاب العريس و اصحابه العروسه ينضموا ليهم
قطب راغب حاجبه باندهاش لكن الاندهاش ذهب ادراج الرياح حين غمزت له والدته ليفهم جيدا انها تريد ان توصل رساله الى حلم تريدها ان تتألم تحاول اخذ ثأره و كأن كل ما يحدث اليوم ليس كافيا لها
كتبوا كتابك يا نقاوة عيني
احلي كلام بينك يا حلوة و بيني
جيه اليوم اللي تكوني فيه حلالي
ما انا اصلي طيب و أمي دعيالي
كتبوا كتابك بالقلم عالورقة
واللحظة دي ف حياتي لحظة فارقة
حافظ التاريخ بالهجري و الميلادي
ده من النهاردة يبقي عيد ميلادي
و ابتسمي عايزك تترسمي
كتبوكي علي اسمي
بقي رسمي
كان يوسف يشعر بالڠضب مما يحدث امامه و مصطفي يقف بجانبه صامت لكن عيونه ثابته على حلم التى تشاهد ما يحدث بصمت تام واخوتها يظهر على ملامحهم الڠضب
هي العروسة و الليلة ليلتها
سيبوها تتدلع علي راحتها
زي القمر اجمل بنات حتتها
فالزفة مش هننيم منطقتها
كانت جنه ترقص بسعاده كبيره لا تصدق ان تلك الاغنيه التى حلمت ان يغنيها لها راغب من اول ما علمت بحبها له بالفعل يقف امامهايغنيها رغم انه لا يحفظ كلماتها لكن سعادتها به و بما يقدمه لها لا توصف
هالله هالله صلوا علي النبي يا جيرانها
عملت اللي ما يتعمل عشانها
هاتوا البطاقة و غيروا عنوانها
من الليلة دي بيتي بقي بيتها
و ابتسمي عايزك تترسمي
كتبوكي علي اسمي
بقي رسمي
حقا لم تعد تحتمل عيونها ټحرقها بسبب تلك الدموع الحبيسه فيها لتحاوط نوار كتفها و سارت بها خارج القاعه لتسير خلفهم عائشه و لحقبهم يوسف الذي لم يعد يحتمل حقا كل ما يحدث
و داخل سيارته كان الصمت هو سيد الموقف حتى وصلوا الى البيت و قبل ان يترجلوا من السياره قال
عائشه انا هرجع القاعه
اومئت عائشه بنعم دون ان تقول شىء لينظر هو الى حلم فى المرآه الاماميه وقال
راغب مش راجع على البيت مسافرين دهب لمده اسبوعين
لم يعقب احد على كلماته و ترجلوا من السياره وقفت عائشه و نوار بجانب حلم يدعمونها دون حديث و بداخلهم قد قرروا ان يقضوا تلك الليلهمعا
كانت رقيه تجلس فى سياره زوجها الابتسامه تملىء وجهها تعلم جيدا ان
مصطفي يريد ان يلومها على كل ما حدث و ما قامت به
لكنها لا تهتم لكل ذلك يكفي انها قد حققت ما كانت