الحلم
تتمنى طوال حياتها فى هذا اليوم
السعاده التى تشعر بها بزواج ابنها لا توصف حقا
فهى قد رات داخل عيونها حب كبير لراغب و رغبه قويه فى اسعاده و هذا كل ما تتمني
ان تهتم
الان لمصطفي او لبنات احمد او حتى الى غسان و يوسف الذان كانا ينظران لها بضيق طوال العرس
اغمضت عيونها لعده ثوان ثم فتحتهم تنظر الى الخارج عبر نافذتها و هى تدعوا بقلبها ان ينعم ولدها بنعيم جنه و ينسى چحيم حلم ونارها
ابتسم بسعاده وبدء يعد تلك الاموال التى بيده بعد ان خرج من الغرفه ذلك الرجل يبتسم بسعاده و هو يعدل ملابسه بعد تلك الحړب الصاخبه
الفصل السابع عشر
أوقف راغب السيارة أمام الفندق الذي سيقضون به شهر عسلهم
نظر إليها تضع رأسها على كتفه نائمة بسعادة و هدوء بعد أن ظلت تتحدث لأكثر من ساعة بعد مغادرتهم العرس
و كلما حاول تغير الموضوع يعود الحديث فى النهاية إلى حلم
ليشعر هو بالأختناق و كأنه قد فقد أنفاسه ليوقف السيارة على جانب الطريق لتنظر جنة حولها باندهاش وقالت باستفهام
أنت وقفت ليه العربية فيها حاجة
تعبت بس من السواقه كمان مش عارف أتكلم معاكى
ثم أشار على إستراحة قريبة و أكمل
خلينا نقف هناك أحسن على الأقل أجبلك حاجه تشربيها
و حين وصل هناك وجد أكثر من موضوع يتحدث معها فيه بعيدا تماما عن حلم
لكن حديثهم ذلك زاد من تأنيب ضميرة و لومه لنفسه خاصة مع ذلك الحب الكبير التي تظهره له بكل شكل
أغمض عينيه لثواني ثم فتحهم و هو ينظر إلى السماء التى تتلئلئ بنجومها و همس بصوت غير مسموع
يارب هى ملهاش ذنب فى كل إللى حصل ساعدني مظلمهاش شيل حلم من قلبي أشفى قلبي من حبها
عاد بنظره إليها وحاول تخليص ذراعه من يدها حتى يستطيع حملها على الأقل لكنها فتحت عيونها تنظر إليه فى البدايه بعدم إستيعاب ثم إبتسمت بسعادة و هى تقول
ليقطب جبينه بحيره لتكمل هى بابتسامة واسعة
يعنى فعلا أنا و أنت أتجوزنا ! يعنى فعلا أنت قدامى و معايا !
ليضحك ثم قال ببعض المرح
تحبي أقرصك و لا أعضك أو ممكن أضربك قلمين كده يمكن تصدقي
لتضع يدها على وجنتيها و هى تقول بدلال
و أهون عليك يا سي راغب
لينفخ صدره بتصنع و يداعب شواربه الوهمية لتضحك هى بصوت عالي و قالت بسعادة
نظر لها باهتمام لتقول هي بأبتسامه واسعة
نفسي أصرخ بصوت عالي و قول لكل الدنيا إنك بقيت جوزي حبيبي
صمتت لثواني أمام نظراته المندهشة ثم قالت
يمكن تكون مستغرب حبي ليك و الحالة إللى أنا فيها بس أنا من أول مره شوفتك فيها حبيتك و خبيت حبى جوه قلبي كنت متوقعه إنكأنت وحلم هتتجوزوا زي إخواتكم و أنا مش مستعدة أخسر حلم علشان كده سكت و متكلمتش ويوم ما هى جت تبلغني إنك عايز تتقدم كنتعايزه أقوم أرقص و أزغرط و
ليضع يديه فوق فمها يسكت سيل كلماتها و هو يقول
خلاص يا بايره مصدق إنك بتحبيني و ربنا يقدرني و أكون أستاهل الحب ده كله
كانت تنظر إلى عمق عينيه تنتظر تلك الكلمة التى تتمنى سماعها و لكنه لم يقولها
أخفضت عيونها و بداخلها خجل شديد و خوف من القادم رفعت عيونها حين سمعت صوت بابه يفتح و هو يترجل من السيارة لتعتدل حتىتغادر السيارة لكنه سبقها و فتح لها الباب لتبتسم و هى تنزل قدميها أرضا ليرفع ذراعه قليلا لتحاوطه بذراعيها و هى تنظر إليه بحب وسعادة تمني نفسها بحياة سعيدة مليئة بالحب و السعادة
و كان هو يفكر و يدعوا الله أن يساعده
و يمد له يد العون
فى ظلام غرفتها يجلسون الثلاث أخوات جوار بعضهم على السرير و فى المنتصف حلم على قدمها جهاز الحاسوب الخاص بها يشاهدانفيلم و كل دقيقة و أخرى يصرخن بصوت عالي ليقف غسان و يوسف اللذان يجلسان بجوار الباب بعد أن رفضت زوجاتهم الخروج لهم وإخبارهم أنهم سيظلون جوار أختهم الليلة لتتحطم أحلامهم فى تجديد ذكرى يوم عرسهم و يعيشون اللحظة كما أخيهم
و مع كل مره ېصرخون الفتايات يحاولن معهم
أن يخرجوا إليهم لكن الفتايات يعلن رفضهم من جديد ليلون فمهم بضيق حتى قرر غسان أنيحضر لعبة الورق يلعبها مع أخيه و يضيعون الوقت
و كانت كل من نوار و عائشة تمسك كل منها ذراع حلم القريب منها وبعد كل مره ېصرخون فيها يضمون بعضهم و يضحكون
كانت دموعهم ټغرق وجههم و من يراهم ينسب ذلك لفعل ذلك الفيلم الذي جعل أوصالهم ترتعد خوفا و لكن كل منهن لها أسبابها الخاصة
ممدد على السرير ينظر أمامه پغضب شديد
و ذلك الڠضب بداخله من نفسه أكثر من أى شخص آخر ما حدث بينه و بين جنة منذ قليل و كم كانت رقيقة محبه كم تحبه وتتمنى رضاه زهرة رقيقة بين يديه تتمني أن يغرزها داخل قلبه و تتوسله بعيونها أن يحبها كما تحبه أن يشعر بها قلبه كما هو يسكن قلبها
مبروك يا جنة ربنا يقدرني و أقدر أسعدك
لتقول هى بسعادة
أنى بقيت مراتك دي أحلى حاجة فى الدنيا و مش عايزة من الدنيا أكتر من كده
لم يستطع أن يجيب كلماتها بأي شىء لذلك تحرك يخلع الجاكيت ثم قال
غيري بقى هدومك علشان نصلي
أومئت بنعم و تحركت سريعا إلى الحمام و بعد عدة دقائق خرجت و هى ترتدي إسدالها أبتسم و هو يراها كم هى رقيقة و بريئة عيونها تنطقبحب كبير له و تحيطها هاله من الطيبة و البرائة أشار لها أن تقترب لتقف خلفه و بدأوا فى الصلاة
كانت أسعد لحظاتها و هى تقف خلف راغب زوجها و هو إمامها فى الصلاة كم حلمت و تخيلت ذلك و الأن يتحقق كل ما كانت تراه حلمبعيد غير قابل للتحقيق تخشى على قلبها أن يتوقف من كثرة السعادة و لكن كيف تكذب أذنها التي تستمتع بسماع لهمس صوته و هو يقرأ القرآن و كيف تكذب عينيها و هى تري قدميه أمامها حين ترفع عيونها عن الأرض و حين سجودها كيف تكذب أنفها و هى تشمرائحته عطره المميز الذي يملىء رئتيها
حين أنتهوا من الصلاة و حين ألتفت إليها و رأى نظرة عينيها وقف سريعا قبل أن تقول أى شىء قال و هو يبتعد عنها بتوتر
أنا جعان جدا تعالي نشوف عاملين لينا أيه
كان يحاول التهرب منها لا يعلم ماذا يفعل أو يقول و لكن إلى متي كانت نظرات عيونها العاشقة كلماتها الرقيقة لفتاتها الخجله التي تثيرمشاعره تجعله و بأنانية شديدة يشعر بسعادة بالغه أن هناك من هى فى جمال جنة و رقتها تحبه كل هذا الحب و أنه يستحق أن يغرم بهشخص ما لتلك الدرجة إذا حلم مخطئة و هى الخاسرة و يعود يلوم نفسه و هو يشعر بالڠضب من نفسه و من كل ما يحدث و لكنذلك الصوت الداخلي الذي يشبه صوت والدته كثيرا مع آخر كلماتها له قبل رحيله من قاعة العرس أغمض عينيه و تلك الكلمات تتردد داخلعقله
جنه بتحبك پجنون بتحترمك شايفاك أغلى حاجة فى الدنيا أنسى إللى ميستاهلش تفكر فيه و أشغل بالك و عينك و قلبك بالليتتمني تراب رجليك تتكحل بيه أفرح يا راغب و عيش يا حبيبي أنت تستاهل كل السعادة و الحب إللى جوه قلب جنة ليك
فى صباح اليوم التالي كان الصمت التوتر و القلق الكل يشعر و كأنهم على صفيح ساخن الكل متحفز كان يوسف يشعر أن كل فردمن أفراد العائلة يبتسم فى وجه الأخر و لكن خلف ظهره يمسك پسكين حاد جاهز أن يطعن بها من يخالفه فى الرآى
لكنه و رغم كل ذلك لا يستطع أن يمنع نفسه من الأبتسام كلما تذكر نومه هو وغسان أمام باب غرفة حلم مثل الشحاذين بسبب غضبزوجاتهم منهم و أعتراضهم اللذيذ على ما قام به أخيهم
غابت حلم عن طاولة الطعام ليس هربا و لا حزنا و لكنها أرادت أن تتناول وجبة الإفطار مع جدها خاصة بعد تركهم له طوال يوم أمس
كانت رقيه تنظر إلى غسان بضيق خاصة و هو كل دقيقة و أخرى يهمس فى أذن نوار بشىء ما فتبتسم بخجل
ثم يعود و يقول شىء آخر فتقطب جبينها فلم تشعر بالضيق بمفردها فقالت بأبتسامة صفراء
مقولتليش يا غسان أمتى بقا هتروح أنت و مراتك للدكتور أو تخلي عائشة تكشف على نوار
توترت ملامح نوار لكن غسان نظر إلى أمه پغضب مكتوم و قال ببعض البرود
و مين قالك إننا مرحناش و مين قالك أن العيب من نوار
كانت رقيه تستمع إليه و الڠضب بداخلها يتصاعد و يزداد و مع آخر كلماته ضړبت الطاولة بيديها و هى تقول
أحترم نفسك يا ولد و أنت بتكلمني و لا هى مقوياك عليا و علشان خاطر أختها هتقلل إحترام قدامي
ليقف غسان
بصمت شديد ينظر إلى أمه بهدوء يصل حد البرود أمام نظرات يوسف المراقبة و مصطفي المتحفزة و دموع نوار التى سالتفوق وجنتيها بغزاره و عائشة التي تنتظر رد فعل غسان فى محاوله لفهم كل تلك التناقضات التى تتكون منها شخصيته
مراتي عمرها ما قللت إحترام معاكي و عمرها ما قالت أو عملت حاجة غلط و موضوع حلم و راغب خلص خلاص و إبنك أتجوز نوارزعلانه أو فرحانه صعبان عليها أختها أو لأ كل ده جواها هى و بتتعامل مع الجميع بأحترام و في المقابل لازم الكل يتعامل معاهابنفس الأحترام و غير كده مش هقبل يا أمي
كان الڠضب واضح بشده على ملامح رقيه التي لم تستطع السيطرة على نفسها خاصة و كلمات إبنها الكبير تقلل منها و تضعها أمام مرآةحقيقتها
طيب يا غسان أسمع آخر كلام عندي خلال شهرين لو مراتك مبقتش حامل هجوزك
و تحركت تغادر طاولة الطعام وقبل أن تضع قدمها على أول درجات السلم وصلها صوت غسان يقول
و أنت لو فضلتي بنفس طريقتك يا أمي بعد شهرين أنا و مراتي هنسيب البيت
ألتفتت تنظر إليه پغضب ليقترب خطوة واحدة جعلت نوار تقف خلفه مباشرة